|
تَبارَك ذُو العُلاَ وَالكِبْريَاءِ |
|
تَفَرَّدَ بالجَلاَلِ وَبِالبَقَاء |
|
وَسَوَّى المَوْتَ بَيْنَ الخَلْقِ طُرّاً |
|
وَكُلُّهُمْ رَهَائِنُ لِلْفَنَاءِ |
|
وَدُنْيَانا وَإنْ مِلْنا إِلَيْهَ |
|
وَطالَ بِهَا المَتاعُ إِلىَ انْقِضاءِ |
|
أَلاَ إِنَّ الرُّكُونَ عَلى غُرُور |
|
إِلى دَارِ الْفَناءِ مِنَ الْفَناء |
|
وَقَاطِنُها سَريعُ الظَّعْنِ عَنْه |
|
وَإنْ كانَ الْحَرِيصَ عَلَى الثَّواءِ |
|
نَادَيْتُ سُكّانَ الْقُبُورِ فَأُسْكِتُوا |
|
وَأَجابَنِي عَنْ صَمْتِهِمْ تُرْبُ الْحَصى |
|
قَالَتْ : أَتَدْرِي مَا فَعَلْتُ بِساكِني |
|
مَزَّقْتُ لَحْمَهُمْ وَخَرَّقْتُ الْكِسا |
|
وَحَشَوْتُ أَعْيُنَهُمْ تُراباً بَعْدَما |
|
كانَتْ تَأَذّى بِالْيَسِيرِ مِنَ الْقَذى |
|
أَمَّا الْعِظامُ فَإِنَّني مَزَّقْتُهَا |
|
حَتَّى تَبَايَنَتِ الْمَفاصِلُ وَالشَّوى |
|
قَطَعْتُ ذا زاد مِنْ هذا كَذا |
|
فَتَرَكْتُها رَمَماً يَطُوفُ بِهَا البِلا |
|
وَلَمْ يَطْلُبْ عُلُوَّ الْقَدْرِ فِيها |
|
وَعِزَّ النَّفْسِ إِلاَّ كُلُّ طاغِ |
|
وإِنْ نالَ النُّفُوسُ مِنَ الْمَعالي |
|
فَلَيْسَ لِنَيْلِها طِيبُ المَساغِ |
|
إِذا بَلَغَ الْمُرادَ عُلىً وَعِزّ |
|
تَوَلَّى وَاضْمَحَلَّ مَعَ البَلاغِ |
|
كَقَصْر قَدْ تَهَدَّمَ حَافَتاهُ |
إِذَا صارَ البِناءُ إِلَى الفَراغِ |
|
|
أَقُولُ وَقَدْ رَأَيْتُ مُلُوكَ عَصْرِي |
|
أَلا لا يَبْغِيَنَّ الْمُلْك باغِ |
|
وَدُنْياكَ الَّتي غَرَّتْكَ مِنْها |
|
زَخارِفُها تَصِيرُ إِلَى انْجِذاذِ |
|
تَزَحْزَحْ عَنْ مَهالِكِها بِجُهْد |
|
فَما أَصْغى إِلَيْها ذُو نَفاذِ |
|
لَقَدْ مُزِجَتْ حَلاوَتُها بِسَمٍّ |
|
فَما كَالْحَذْرِ مِنْها مِنْ مَلاذِ |
|
عَجِبْتُ لِمُعْجَب بِنَعيمِ دُنْيا |
|
وَمَغْبُون بِأيّام لِذاذِ |
|
وَمُؤْثِرِ الْمَقامَ بأرْضِ قَفْر |
|
عَلَى بَلَد خَصِيب ذي رَذاذِ |
|
يُبَدِّرُ ما أَصابَ وَلا يُبالِي |
|
أَسُحْتاً كانَ ذَلِكَ أَمْ حَلالا |
|
فَلا تَغْتَرَّ بِالدُّنْيا وَذَرْها |
|
فَما تُسْوَى لَكَ الدُّنْيا خِلالا |
|
أَتَبْخَلُ تَائِهًا شَرِهاً بِمال |
|
يَكُونُ عَلَيْكَ بَعْدَ غَد وَبال |
|
فَما كانَ الَّذِي عُقْباهُ شَرٌّ |
|
وَما كانَ - الخَسِيسُ لَدَيْكَ مال |
|
فَبِتَّ مِنَ الأُمُورِ بِكُلِّ خَيْر |
|
وَأَشْرَفِها وَأَكْمَلِها خِصال |
|
وَإنْ صافَيْتَ أَوْ خَالَلْتَ خِلاًّ |
|
فِفِي الرَّحْمنِ فَاجْعَلْ مَنْ تُؤاخِي |
|
وَلا تَعْدِلْ بِتَقْوَى اللهِ شَيْئاً |
|
وَدَعْ عَنْكَ الضَّلالَةَ والتَّراخِي |
|
فَكَيْفَ تَنالُ فِي الدُّنْيا سُرُوراً |
|
وَأيّامُ الحَياةِ إِلَى انْسِلاخِ |
|
وَإنَّ سُرُورَها فِيما عَهِدْنا |
|
مَشُوبٌ بِالْبُكاءِ وَبِالصُّراخِ |
|
فَقَدْ عَمِيَ ابْنُ آدَمَ لا يَراها |
|
عَمىً أَفْضَى إِلَى صَمَمِ الصِّماخِ |
|
يا نَفْسُ صَبْراً فَالْمُنى بَعْدَ الْعَطَشِ |
|
وَأنَّ رُوحي فِي الْجِهادِ مُنْكَمِش |
|
لا أَرْهَبُ الْمَوْتَ إِذِ الْمَوْتُ وَحَشْ |
|
جَدّي رَسُولُ اللهِ ما فيهِ فَحَشْ |
|
إِغنَ عَنِ الَْمخْلُوقِ بِالْخالِقِ |
|
تَسُدْ عَلَى الْكاذِبِ وَالصّادِقِ |
|
وَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمنَ مِنْ فَضْلِهِ |
|
فَلَيْسَ غَيرُ الله مِنْ رازِقِ |
|
مَنْ ظَنَّ أَنَّ النّاسَ يَغْنُونَهُ |
|
فَلَيْسَ بِالرَّحْمنِ بِالْواثِقِ |
|
أَوْ ظَنَّ أَنَّ المالَ مِنْ كَسْبِهِ |
|
زَلَّتْ بِهِ النَّعْلانِ من حَالِقِ |

