مراحل الحفظ

توجد ست مراحل لحفظ القرآن الكريم:

المرحلة الأولى:

حدد في كل يوم صفحة من المصحف الشريف، اهتم بها واتلوها عدة مرات عن الكتاب مباشرة.

كمثال على ذلك: لو أن شخصاً نوى وضع برنامجٍ لحفظ ثلاث صفحات يومياً بناءً لما مر سابقاً (مع التذكير بأن الحفظ الطبيعي والسليم للقرآن الكريم بتمامه هو في 4 سنوات)، عليه أن يحفظ كل يوم نصف صفحة، واليوم الأخير الذي هو آخر يوم في الأسبوع يرتاح فيه ويتوقف فيه عن الحفظ. كما أن عليه أن يتلو من القرآن نصف الصفحة المحفوظة يومياً عدة مرات.

ومع مراعاة هذا البرنامج، يحفظ أسبوعيا ثلاث صفحات، فيكون في السنة حافظا ل (150) صفحة من القرآن، ولو بقي على هذا المنوال يصبح حافظاً لكل القرآن خلال أربع سنوات.

هذه هي المرحلة الأولى في عملية حفظ القرآن الكريم. ومن المؤكد أنه ينبغي القيام بهذا العمل عدة مرات، حتى يصبح محيطا بها بشكل كامل. (الحد الأقل خمس إلى ست مرات وكلما زاد كان أفضل).

 

المرحلة الثانية:

 الاطلاع على تفسير الآيات القرآنية ومعانيها، ولهذا الأمر دور محوري في الحفظ، لذلك فالإنسان الذي يفهم ماذا يحفظ ويدرك معاني الآيات القرآنية، يمكنه أن يحفظ الآيات بشكل أفضل.

 

المرحلة الثالثة:

 الاستفادة من كاسيت ترتيل القرآن الحكيم. فبعد الوقوف على معاني الآيات بدقة، نستمع إلى الصفحة بواسطة كاسيت الترتيل، ونصغي إليها عدة مرات من البداية وحتى النهاية. وينبغي القيام بهذا الأمر مرتين أو ثلاثة على الأقل، ليطمئن على أن حفظ الآيات جاء بشكل صحيح، وإضافة إلى ذلك يكون قد حفظ الآيات مع تجويدها الصحيح.

 

المرحلة الرابعة:

 تكرار الكلمات كلمة فكلمة، أو تكرار جمل النصف الصفحة الواحدة تلو الأخرى أي تكرار الجملة الأولى عدة مرات فالجملة الثانية، وهكذا منفصلة عن بعضها، وبعد تكرار المقطع الأول عدة مرات ننتقل إلى المقطع التالي ونتابع إلى الأخير.

ملاحظة:

 بالنسبة للأطفال الذين يحبون حفظ القرآن الكريم، ينبغي اختيار مقاطع قصيرة. أما بالنسبة للكبار أو الأشخاص الذين لديهم أنس بالقرآن، يمكن أن يختاروا مقاطع أطول فأطول.

على سبيل المثال، نقرأ مقطع خمس آيات من سورة البقرة المباركة بشكل متكرر على الشكل التالي:

 

الأستاذ    ألم
التلميذ    ألم
الأستاذ    ألم
التلميذ    ألم
الأستاذ    ذلك الكتاب
التلميذ    ذلك الكتاب
الأستاذ    ذلك الكتاب
التلميذ    ذلك الكتاب
الأستاذ    لا ريب فيه
التلميذ    لا ريب فيه
الأستاذ    ذلك الكتاب لا ريب فيه
التلميذ    ذلك الكتاب لا ريب فيه
ثم نكرر المقطع التالي، ثم نكرر المقطعين معاً.
الأستاذ    هدى للمتقين
التلميذ    هدى للمتقين
الأستاذ    ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين
التلميذ    ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين
 على هذا المنوال يتم حفظ الآيات التي تلي.

 

المرحلة الخامسة:

 وهي أنه ينبغي بعد التوقف عدة ساعات أو مرور الوقت (مثلاً أن يفصل بين العملين نصف نهار)، من إعادة العمل (أعلاه) مرة أخرى من البداية بنفس الطريقة السابقة ولكن هذه المرة أسرع من السابقة، بمعنى أن نقرأ محفوظاتنا مرتين ونرى كم يبقى منها في الذهن والمقدار الذي ذهب.

والمقدار الذي ذهب بعد مرور الفاصلة الزمنية ينبغي إعادة حفظه والمرور عليه مرتين.

ملاحظة مهمة:

 كما أشرنا سابقاً، فإن الآيات التي يحفظها الإنسان للمرة الأولى تدخل ابتداءً إلى الحافظة المؤقتة، فبعد مرور عدة ساعات إذا أعيد تكرارها مرتين تدخل إلى الذاكرة الثابتة وتتحول هذه المحفوظات إلى ملكة ثابتة على الدوام!

 

أمَّا المرحلة الخامسة، هي أنه يجب تكرار المحفوظات مرتين أخريتين بعد الفاصل الزمني (الذي هو نصف نهار تقريبا) (فلو كان الحفظ الأول أول النهار فيكون التكرار الثاني لها بعد الظهر أو آخر الليل، فلو كان آخر الليل فيكون تكرارها صباح اليوم التالي، وكن مطمئناً أنها لن تمحى بعدها أبداً من الذاكرة.

 

المرحلة السادسة:

 وهي آخر مرحلة حول كيفية الحفظ، وهي إعادة تكرار المحفوظات (أنصاف الصفحات المختلفة) في الأيام القادمة. وعلى الأقل لمدة عشرة أيام واحد تلو الآخر.

بمعنى أنك لو حفظت في اليوم الأول من الشهر 5 آيات من سورة البقرة، عليك أن تتابع قراءة هذه الآيات يومياً إلى اليوم العاشر بالإضافة إلى الآيات التي تحفظها في اليوم التالي.

سنبين في الفصل الثاني من هذا الكتاب (الذي يدور حول قواعد تكرار المحفوظات)، الأساليب والطرق المناسبة لذلك.

2022-11-01 | 324 قراءة