تعريف علم التجويد وفائدته

التجويد لغة: التحسين، وعند المجودين: هو الإتقان والجودة، يقال: هذا شيء جيد أي حسن، وجَوَّدتُ الشيء: أي حسنته. وهو علم يبحث في معرفة النطق بحروف وألفاظ القرآن الكريم من حيث إخراج كل حرف من مخرجه وإعطائه حقه ومستحقه من الصفات والمخارج والأحكام، ويعنى هذا العلم بتصحيح قراءة القرآن ودراسة أحكام التجويد وفهمها وتطبيقها.

 

فائدته: فائدة علم التجويد بلوغ النهاية في إتقان لفظ القرآن الكريم، وقيل فائدته صوْنُ اللسان عن الخطأ في كلام الله تعالى ونيل الأجر والثواب وسعادة الدارين.

 

فضل علم التجويد: إنه من أشرف العلوم وأفضلها لأنه يتعلق بأشرف كلام أنزل على أشرف البشر وهو نبينا محمد بن عبد الله (ص) والاستدلال على هذا العلم من القرآن، قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا.

 

أ- مراتب التلاوة:

لتلاوة القرآن الكريم ثلاث مراتب يستطيع القارىء أن يقرأ بها ويستفيد منها، وهذه المراتب تتعلّق بسرعة القراءة وبطئها وعلى القارىء أن يختار المرتبة المناسبة للمقام المناسب، والمراتب هي:

1- التحقيق.

2- التحدير.

3- التدوير.

 

1- التحقيق: هو قراءة القرآن الكريم بتؤدة واطمئنان مع تدبر المعاني وإعطاء الحروف والكلمات حقها من حيث المخارج والصفات والمدود ومراعاة الوقوف. ويكون التحقيق لرياضة الألسن وهو المأخوذ به في مقام التعلّم والتعليم وقراءة الاحتفالات والأمسيات القرآنية.

 

2- التحدير: هو الإسراع في القراءة مع الالتزام بقواعد التجويد وأحكامه كاملة ومن غير دمج الحروف ببعضها، وهو أكثر ما يستعمله الحفاظ في مراجعة محفوظاتهم.

 

3- التدوير: هو مرتبة متوسطة بين التحقيق والتحدير مع المحافظة على أحكام التجويد وبه يقرأ أكثر أهل الأداء ومنهم حفص عن عاصم وهو المشهور بالترتيل.

وكل هذه المراتب يعمّها الترتيل الذي يُعنى بتجويد الكلمات والحروف وبيانها ومعرفة الابتداء والوقوف.

فقد ورد عن الإمام علي (ع) في تفسير قوله تعالى ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا﴾ أنه قال (ع): « الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف » فالترتيل بحسب التعريف العام هو نظام قراءة القرآن، وقراءته بتمهّل وتفهّم مع مراعاة الأداء الصحيح للحروف والكلمات والوقف والابتداء.

 

التطبيق الصحيح للترتيل

1- قراءة القرآن بطمأنينة وتدبر وخشوع.

2- مراعاة التجويد والأداء الصحيح للحروف والكلمات.

3- مراعاة الوقف والابتداء.

ملاحظة مهمة:  بيان هذه المراتب لا يتمّ إلاّ بطريقة المشافهة أو استعمال وسيلة إيضاح (شريط مسجل) لتوضح حقيقة ذلك.

 

ب- اللحــن

اللحن هو الخطأ والميل عن الصواب، قال الله تعالى: ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ (15).

واللحن قسمان: جليّ وخفيّ.

 

اللحن الجليّ: خطأ يطرأ على الألفاظ القرآنية فيغيّر المعنى، مثال ذلك قوله تعالى: ﴿فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ﴾ (16) بفتح الراء في ﴿رَقٍّ﴾ وهو ما يكتب فيه وهو جلد رقيق، فلو أن قارئاً قرأ ﴿فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ﴾ بكسر الراء كان لحناً، لأن الرِقّ بكسر الراء هو العبودية، يقال عبد مرقوق.

ومن اللحن الجليّ قوله تعالى: ﴿أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ (17) ، فإذا قرئت ﴿وَرَسُولُهُ﴾ بكسر اللام كان المعنى أن الله بريء من المشركين ومن رسوله وهذا لحن جلي وهو حرام، والصواب ﴿وَرَسُولُهُ﴾ بضم اللام، أي أن الله بريءٌ من المشركين ورسولُه بريء أيضاً. وسمي جليّاً لاختصاص أهل التجويد وغيرهم في معرفته.

 

اللحن الخفي: هو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بنظام القراءة، كالقراءة دون مراعاة أحكام التجويد بأن يترك القارىء الغنن أو ينقص من مقادير المدود وغير ذلك، وسمي خفياً لاختصاص أهل التجويد بمعرفته دون سواهم. ولا بد للتلاوة أن تكون سالمة من كِلا اللَّحْنَيْن.

2022-10-28 | 378 قراءة