هي أُم الإمام الهادي عليه السلام، كانت من أفضل نساء عصرها آية في الزهد والتقوى، دائمة الصيام والقيام، كيف وإنّ الله عزّ وجلّ جعلها وعاءً لسرّه المكنون، فهي زوجة الإمام الجواد وأُم الإمام الهادي عليهما السلام. من أسمائها الأخرى: سوسن، وجمانة.. وكانت تكنّى بأمّ الفضل، وتُلقب بالسيدة.
وكان الإمام محمد الجواد عليه السلام قد علم بقدوم قافلة فيها نخَّاس ومعه جوارٍ، فدفع لأحد أصحابه سبعين ديناراً، طالبا منه شراء جارية وصفها له، فعمل الرجل بما أمره الإمام واشتراها ثم أدخلها على الإمام الذي اتخذها زوجة موعودة لتلد له الحجة من بعده الإمام علي الهادي عليه السلام..
وفي يوم من الأيام المباركة أطلّ علىٰ بيت الإمامة كوكب درّي، وقد أُضيفت بولادته إلىٰ بيت الرسالة والإمامة ومقرّ الوصية والخلافة شعبةٌ من دوحة النبوة ، وثمرة من شجرة الرسالة.
اختلفت الروايات حول تاريخ ولادة السيدة سمانة للامام الهادي عليه السلام، ففي رواية أنّ ذلك كان في الثاني من شهر رجب، فيما ذكرت رواية أخرى أنّ ولادته كانت في النصف من شهر ذي الحجّة الحرام من سنة مئتين واثنتي عشرة للهجرة قرب المدينة المنوّرة في موضع يقال له: "صِريا".
ومن كرامات السيدة سمانة المغربية ما تحدّثت عنه الرواية الواردة عن ولدها الإمام الهادي عليه السلام حيث قال: «اُمّي عارفة بحقّي، وهي من أهل الجنّة، لا يقربها شيطان مارد، ولا ينالها كيد جبّار عنيد، وهي مكلوءة بعين الله التي لا تنام، ولا تتخلّف عن أُمّهات الصدّيقين والصالحين».
وكما في أكثر أمهات الأئمة عليهم السلام لم يذكر التاريخ متى كانت وفاة هذه السيدة الجليلة لكنه خلّد بما وصلنا من أخبارها صورة ناصعة من صور الجلال والعظمة والطهر.
