أُم الامام الكاظم ع | السيدة حميدةُ الأندلسية

أُم الامام الكاظم عليه ‌السلام هي السيدة حميدة بنت صاعد الأندلسية، وقيل: إنّها بربرية.. وهي من النساء الأشراف الأعاظم، وكانت تعدّ من التقيّات والورعات والثقات، وقد اعتنى الإمام الصادق عليه‌ السلام بتربيتها وتعليمها وتثقيفها حتىٰ صارت عالمة، وفقيهة ومربّية، عهد إليها تعليم النساء وإرشادهن إلىٰ أحكام الإسلام وعقائده ومفاهيمه وأخلاقه.


كانت السيدة حميدة جارية عند أحد النخاسين فبعث الإمام الباقر عليه السلام من يشتريها منه، ولمّا جيء بها إليه قال لابنه جعفر عليه السلام: (يا جعفر، خذها إليك).. فتزوجها الإمام الصادق.


وما مضت الأيّام والشهور، حتى عمّت البشرىٰ بيت الإمام جعفر الصادق بولادة ابنهِ موسى، وذلك في منطقة الأبواء الواقعة بين مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، وكانت ولادته يوم الأحد المصادف لليوم السابع من شهر صفر سنة مائة وثمان وعشرين للهجرة المباركة.


للسيدة حميدة والدة الإمام الكاظم عليهما السلام كرامات كثيرة منها ما قاله بحقها الإمام الباقر عليه السلام: «حميدة في الدنيا، ومحمودة في الآخرة».


وما قاله الإمام الصادق عليه ‌السلام: «حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتىٰ أُدّيت إليَّ كرامة من الله لي والحجّة من بعدي».


لم تصل أخبار ذلك اليوم الموجع بفقد السيدة حميدة، لكن من خلال ما مرّ في كراماتها وفضائلها، يمكن القول بأنها كانت من النسوة المعمّرات، لأنها أوّل امرأة يتزوّجها الإمام الصادق عليه ‌السلام وفي سنّ مبكرة من عمره الشريف، وبقيت معه في بيته إلىٰ حين رحيله إلىٰ جوار ربّه العزيز.. وبهذا تكون قد عاشت معه زهاء خمسين عاماً. وعلى هذا تكون قد أدركت إمامة ولدها الكاظم عليه‌ السلام وتوفّيت في زمان إمامته، رضي الله عنها وأرضاها.
 

2022-01-14 | 822 قراءة