أم الامام السجاد ع | السيدة شهربانو

هي والدة الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام، أبوها  يزدجرد بن شاهنشاه آخر ملوك الفرس. من خير النساء، ومن ربّات البرّ والصلاح والعبادة والتقى، ويكفيها فخراً أنها زوجة سيد الشهداء خامس أصحاب الكساء الإمام السبط الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.


يقول بعض المؤرخين إنّ الإمام علياً عليه السلام أبدل اسمها الأصلي (شاه زنان) إلى (شهربانو) لئلّا تشارك الصدّيقة الزهراء عليها السلام في لقبها، لأنّ (شاه زنان) بالفارسية تعني سيّدة النساء.


روي أنّها لما كانت في بلادها رأت في النوم، بأنّ محمّداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل دارها، وقعد مع سبطه الحسين، وخطبها له وزوّجها منه. وفي الليلة الثانية رأت أُمّه فاطمة عليها السلام قد أتت وعرضت عليها الإسلام فأسلمت، ثمّ قالت لها: "إنّ الغلبة تكون للمسلمين، وإنّك تصلين عن قريب إلىٰ ابني الحسين سالمة لا يصيبك بسوء أحد". 


ولما فتحت بلاد فارس على أيدي المسلمين وقعت السيدة شهربانو أسيرة بيد الجيش فحملوها إلى المدينة المنورة حيث زوَّجَها أمير المؤمنين من ولده الحسين عليهما السلام قائلاً له: «يا بني احتفظ بها، وأحسن إليها، فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك، وهي أُمّ الأوصياء الذرّية الطيّبة».


أتحفت تلك السيدة المخدّرة البيت العلوي بوليدها المبارك عليّ السجاد في يوم الخامس من شعبان المعظم سنة ثمانية وثلاثين للهجرة، فسجد أمير المؤمنين علي عليه السلام لله تعالى شكراً وأسماه عليّاً. 


ومن أبرز كرامات السيدة شهربانو أنّ الإرادةُ الإلهية أتت بها لتكون قرينة أحد سيّدي شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام، وأنّ تكون الذرّية الطاهرة المعصومة من ولد الحسين بواسطتها.. ومما يشهد بطهارتها من كل دنس ما جاء في زيارة أبنائها الأئمة المعصومين عليهم السلام: «لم تزالوا بعين الله ينسخكم من أصلاب كلّ مطهّر، وينقلكم من أرحام المطهّرات».


اختُلِفت الروايات في وفاة السيدة شهربانو، وأشهر الاقوال أنّها ماتت في نفاسها بالإمام السجّاد عليه السلام، وكأنّما كانت مُعدّة لولادته ثمّ الرحيل إلى جوار ربّها الرحيم في جنّة الفردوس مع محمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين..
 

2022-01-14 | 758 قراءة