السامري

هو رجل من بني إسرائيل ذكره القرآن الكريم في سورة طه في معرض السرد لقصة موسى (عليه السلام) مع قومه، وذهابه لميقات ربه.  
والسامري هذا كان رجلاً منحرفاً، وعالماً ماكراً في الوقت نفسه، حيث استطاع أن يستغلّ نقاط ضعف بني إسرائيل وأن يوجد تلك الفتنة العظيمة التي سبّبت ميل الأغلبية الساحقة إلى عبادة الأصنام. 


وفي القصة: أنّ موسى (عليه السلام) مضى إلى ميقات ربّه الذي واعده فيه لكي يعطيه الألواح وما فيها من تشريعات فيستقيم عليها بنو إسرائيل، فاستغلّ السامري فترة الغياب هذه فجمع ما كان لدى بني إسرائيل من حليّ ذهبية، وصنع منها عجلاً له صوت خاصّ، ودعاهم لعبادته فأتّبعه أكثرهم. 


ولمّا عاد موسى (عليه السلام) من رحلته ووجد بني إسرائيل على هذه الحال من الشرك والضلال أقام محاكمة عاجلة لتدارك هذا البلاء العظيم وبدأ بأخيه هارون الذي تبيّن للجميع أنّ القوم استضعفوه بعد أن تبعوا السامري وعِجله بأغلبيتهم الساحقة، عندها التفت موسى (عليه السلام) إلى السامري وقال له: ما الذي طلبته من فعلك الشنيع هذا؟ وماذا أردت من إضلال الناس وكيف فعلت ذلك؟ فقال: ﴿بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي﴾ أي أنه كان يمتلك علماً خاصاً جعله يعرف أثر الرسول – الذي تقول الروايات إنه جبريل عليه السلام- ويحصل على هذا الاثر، ولكنه سخّره في خدمة الشرّ والضلال.    


 وقد أخبر موسى (عليه السلام) السامري بالعقاب الذي قضاه الله في حقه: ﴿قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ﴾.


فصار السامري يهيم في البرية مع الوحش والسباع، وكان إذا لقي أحدا يقول: «لا مساس» أي لا تمسّني ولا تقربني، وصار ذلك عقوبة له في الدنيا.
 

2022-01-13 | 543 قراءة