إمرأة العزيز

إنّها "زليخا" زوجة عزيز مصر في زمن الفراعنة، ومن الطبقة الحاكمة التي كانت تعيش الرفاهية في مجتمع مترف بعيدا عن الضوابط الروحية الإيمانية. 


ورد ذكرها في القرآن الكريم من خلال العرض القرآني لقصة يوسف (عليه السلام) وما جرى عليه من أحداث في البلاد المصرية.  


كانت زليخا سيدة القصر المنيف وحولها الخدم والحشم وكلّهم رهن إشارتها في بيئة بعيدة عن الرقابة. وذات يوم دخل عليها زوجها ومعه غلام بهيّ فائق الجمال، فطلب منها أن تُحسن معاملته وتُكرم مثواه علَّه ينفعهما أو يتخذانه ولداً حيث أنها كانت عاقرا لا تلد. 


تعلّقت زليخا بالغلام منذ اليوم الأول، ولمّا بلغ سنّ الفتوّة والمراهقة وقعت في هواه.. وبدلاً من أن تتصرف كأي امرأة عاقلة وتحصّن نفسها بالحياء والعفّة ارتمت في أحضان الهوى الأعمى، وعلِقت في حبائل الشهوة الشيطانية، فحاولت إغواء يوسف باللين والمداراة لتجرّه إلى الفحشاء.


 قال تعالى في بيان قصتها: ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾.. ولكنّ زليخا لم تلتفت إلى تنبيهات يوسف عليه السلام وصدّه لها لأنّ قلبها وعقلها كانا محجوبين عن العاقبة بحجب الغريزة الحيوانية والشهوة الشيطانية.


فهجمت على يوسف تريد النيل منه ولو بالقوّة، فصدّها ودافعها وتوجّه إلى الباب هرباً منها.. لكنها أدخلته بمكرها السجن فلبث فيه بضع سنين إلى أن خرج وأظهر براءته وصار عزيزا لبلاد مصر. 


وأمّا خاتمة امرأة العزيز فيروى أنّها افتقرت عقب موت زوجها في سني الجدب واحتاجت حتى صار تطلب الصدقة من الناس في الطرقات.. فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه وقالت: سبحان الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا. 
 

2022-01-13 | 548 قراءة