مريم ابنة عمران

شخصية لقيت عناية إلهية خاصة.. ذكرها القرآن الكريم بالمدح في مواطن عدّة في سورة آل عمران، وفي سور: النساء، والمؤمنون، والتحريم، والأنبياء، فضلاً عن سورة كاملة حملت اسمها هي سورة مريم.  


لقد شمل الله تبارك وتعالى مريم بلطف عنايته منذ ولادتها حيث إنّ أمّها حنّة امرأة عمران كانت امرأة طاهرة مؤمنة، وهي التي وهبت ما في بطنها لله خالصاً عندما كانت تحمل مريم، وحصّنتها بالله تعالى من رجس الشيطان هي وذريتها.


ثم جعل الله سبحانه مريم الطفلة في كفالة زوج خالتها نبي الله زكريا (عليه السلام) ليرعاها ويشرف على تنشئتها وتربيتها كما يحبّ الله ويرضى.


وبعد أن أنبتها ربّها في بيت الطهر والنبوة اصطفاها من بين كل النساء وطهرها وجعلها سيدة نساء العالمين في زمانها. قال تعالى في ذلك: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾. 


ويرجع سبب اصطفائها إلى بيّنه الله تعالى في سورة التحريم حيث قال: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾. 


وممّا حازت به مريم من الشرف العظيم أن جعلها أمّاً لنبي عظيم من أنبيائه ومن أولى عزم منهم هو عيسى عليه السلام الذي ولد بمعجزة من غير أب ليكون آية للعالمين.. وهو النبي الذي جاء مبشرا بالرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والذي رفعه الله تعالى إلى السماء مدخرا إياه لمهمّات كبرى في إقامة دولة العدل الإلهية في آخر الزمان.
 

2022-01-13 | 564 قراءة